بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القاهر في عزه ، العادل في بريته ، العالم في قضيته ثم الصلاة و السلام على حبيبه و نجيبه و رسوله ، المسمى في السماء أحمد و في الأرض أبي القاسم محمد (ص) و أهل بيته الطيبين الطاهرين .
قال الله تبارك و تعالى في كتابه المجيد (( فما لنا من شافعين و لا صديق حميم )) . و قال الإمام الصادق (ع) : (لقد عظمت منزلة الصديق ، حتى أن أهل النار يستغيثون به ، و يدعونه قبل القريب الحميم ) .
عندما ننظر إلى الناس في هذه الأيام ، نرى الكثير من الشباب منحرفين عن الصراط المستقيم ، فنتساءل عن سبب ذلك و علته ، و السبب الرئيسي لذلك ، هو مصادقة أصحاب السوء ، الذين يزينون الطريق إلى معصية الله ، فيكونون بذلك شياطين الإنس ، فيجب على كل إنسان أن يحسن اختيار الأصدقاء ، كما قال الإمام الصادق (ع) عن آبائه قال : قال رسول الله (ص) : (المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل) .
فهناك بعض الصفات التي يجب أن يتحلى بها الصديق المثالي منها : أن يكون الصديق عاقلا لبيبا ، فلا تصاحب الأحمق فإنه يضرك إذا أراد أن ينفعُك ، و منها أن يكون الصديق مؤمنا صالحا تقيا ، فلا تصاحب المنحرف الفاسق ، فإنه يوشك أن يوقعك معه إلى الهاوية ، و منها أن تصادق من يبادلك الحب و المودة الحقيقيان ، فلا تصاحب من يكون ظاهره أفضل من سريرته ، فعلى الإنسان أن لا يصاحب الفاسق و لا البخيل و لا الأحمق ، و لا القاطع لرحمه ، فإنه ملعون في كتاب الله .و إذا صادقت شخصا يجب أن تراعي حقوقه عليك ، فمن حقوق الصديق على صديقه أن يسانده و يؤازره في أزماته المادية ، بأن يسعفه و يخفف من أزمته بما يستطيع ، فيؤثر صديقه على نفسه ، كما قال الباري عز و جل : (( و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة )).
و من حقوق الصديق على صديقه أن يحفظه في نكباته و غيبته ، و أزماته ، و يكون عونا له للدنيا و الآخرة ، و أن يتناسى الصديق الإساءة و يتجاهلها ثقة بصديقه ، و أن يقبل عذر صديقه ، و إذا أخطأ صديقه يستميله بالعتاب الرقيق ، لكي لا ينفر منه ، فتلك الصفات و الحقوق السابقة تقرب الأصدقاء ، و تزيد و تقوي الصلة و الرابطة بينهم .
دورة الولاية