سرّ النجاح في الحياة :
وأهمّ عوامل النجاح في حياتك :
( بعد سيرك بخط أهل البيت عليهم السلام الذي قال عزوجل عنهم في سورة المائدة " انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذي يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون" روى السيوطي في تفسيره : أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال : تصدق علي بخاتمه ، فقال النبي للسائل : من أعطاك هذا الخاتم ، فقال : ذاك الراكع ، فنزلت الآية . وأخرج عبد الرازق ، وعبد بن حميد ، ابن جرير ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه عن ابن عباس : أن الآية نزلت في علي بن أبي طالب)
أوّلا : أن تعرف ذوقك واستعدادك الذي أودعه الله في باطنك :،
ولا بدّ لك أن تكشف ذلك مهما كلّف الأمر ، فلو ملكت قوّة الرسم ووجدت في نفسك أ نّه يمكنك أن تكون رسّاماً قديراً ، وعندك موهبة ( فنّ الرسم ) واستعداده ، فحينئذ لا تتعب نفسك في الدخول في سلك الاُدباء والشعراء ، لو لم تملك القريحة الشعرية ، فإنّه ضياع للجهود ، ولن تنال السبق في وادي الشعر، وهذا العامل مأخوذ من تجارب العلماء .
ثانياً : العمل الكثير الدؤوب والمستمرّ ، فليس للإنسان إلاّ ما سعى :وبقاء الحياة على قانون الجهد والعمل ، فما أروع مقولة
( الكسندر هاميلتين ) نابغة عصره حينما قال :
"يقولون إنّك نابغة ، ولكن لا أعلم من نبوغي شيئاً ، إنّما أنا رجلٌ أعمل".
وايضا فال الشيخ محمد جواد مغنية : كتبت لوحة وهي امامي دائما في مطالعاتي ومكتوب عليها " الليل والنهار يعملان فيك فعمل فيهما "
ثالثاً : الإيمان بالهدف : فإنّه المحرّك الباطني الذي يدفع الإنسان نحو التقدّم ، والمؤمن بالهدف يسهل عليه تحمّل المصاعب والمشاكل في مسيره ، وخير قدوة لنا هو سيد البشر حينما رغبوه بدنيا ورهبوه بالأيذاء فقال كلمته المعروفة لعمه ابي طالب " والله ياعم لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على ان اترك هذا الامر ما تركته"
رابعاً : الصبر والاستقامة: فإنّ ذلك من أهمّ عوامل النجاح ، وهو رمز الموفقية في العمل ، وإنّ الصبر أساس الأخلاق الحميدة ، فإنّ السكّاكي معلّم البلاغة صاحب كتاب مفاتيح العلوم ، لولا استقامته وصبره في طلب العلم لما فاق أقرانه وشاع صيته ، فالاستقامة عنصر مهمّ لمن طلب النجاح سيّما من كان في مقام إصلاح المجتمع وقيادته ، فقد قال الله تعالى لنبيّه الأكرم في القرآن الكريم : (اسْتَقِمْ كَما اُمِرْتَ )
خامسا : النظم والانضباظ في الحياة :،
فإنّ العالم يتأطّر بإطار النظم ، فالنظام هو الحاكم على الكون ، فمن المجرّات السماويّة وإلى الكواكب السيّارة ، وحتّى الذرّات الصغيرة ، مسوّرة بالنظم ، ونظام العالم أعظم معلّم ومربّي لحياتنا اليومية. وعن أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) في آخر وصيّته لولديه الحسن والحسين ( عليهما السلام ) : اُوصيكما بتقوى الله ونظم أمركما. ومن علامة النظم تقسيم أعمالنا ( لساعاتنا ) اليوميّة
سادسا : عدم التقليد الأعمى والأصمّ :فمن قلّد الآخرين من دون وعي وعلم ، فإنّه لن ينال النجاح المطلوب .
ومن الله التوفيق والسداد . المعذرة عن الإطالة