دخل الشاعر دعبل الخزاعي على الامام الرضا فقال له: يا بن رسول الله اني قد قلت فيك قصيدة وآليت على نفسي ان لا أنشدها أحدا قبلك، فقال (ع): هاتها، فأنشده:
مدارس آيات خلت عن تلاوة .. ومنزل وحي مقفر العرصات
فلما بلغ إلى قوله:
لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها .. واني لأرجو الأمن بعد وفاتي
قال الإمام (ع): أمنك الله يوم الفزع الأكبر، ولما انتهى دعبل إلى قوله:
وقبر ببغداد لنفس زكية .. تضمنها الرحمن في الغرفات
قال له الإمام: أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟ فقال دعبل: بلى يابن رسول الله فقال (ع):
وقبر بطوس يالها من مصيبة .. توقد بالأحشاء في الحرقات
إلى الحشر حتى يبعث الله قائما .. يفرج عنا الهم والكربات
فقال دعبل: يإبن رسول الله هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟ فقال الإمام الرضا: قبري، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى يصير طوس مختلفا شيعتي وزواري، ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له.
و قال دعبل عندما وصله خبر استشهاد الإمام (ع) ودفنه إلى جانب هارون:
قبران في طوس خير الناس كلهم .. وقبر شرهم هذا من العبر
ما ينفع الرجس من قبر الزكي ولا .. على الزكي بقرب الرجس من ضرر
هيهات كل امرئ رهن بما كسبت .. له يداه فخذ ما شئت أو فذر